"عيد ميلاد سعيد" هو مضمون أول رسالة نصية في العالم بأجمع ، أُرسِلت من قبل المهندس البريطاني نيل بابوورث من حاسوبه الى الهاتف المحمول لريتشارد جارفيش قبل ٣٠ عاماً من الآن ، ولم يتلقى بابوورث رداً على رسالته لأنه ليس من الممكن آنذاك ارسال رسائل نصية من الهاتف وانما استقبالها فقط .
وقد تمكنت خدمة الرسائل النصية تحقيق توسع وانتشار واسع في تلك الفترة بعد تطبيق الخدمة تجاريا في أنحاء العالم ، خاصة مع انخفاض تكلفة الخدمة وارتفاع قيمة المكالمات الصوتية مع بداية ظهور الهواتف المحمولة .
وعلى الرغم من بساطة وصغر حجم الرسالة الأولى المرسلة ، الا أنها كانت الشرارة الأولى لحدوث ثورة اتصالات عملاقة اتاحت انتشار واسع للرسائل النصية في أواخر تسعينيات القرن العشرين.
تطورت خدمة الرسائل النصية مع انتشار التقنية لتصبح الرقم الأول في قطاع الاتصالات ، حيث تجاوزت عتبة المليار رسالة نصية في ألمانيا لأول مرة عام ١٩٩٨، ليصل الأمر بعدها لرقم قياسي آخر سجل بـ ٦٠ مليار رسالة نصية بحلول عام ٢٠١٢.
شاركنا الاختبار المسلي التالي واستذكر معنا رحلة تطور الرسائل النصية القصيرة.
ومع تزايد الإقبال على استخدام خدمة الرسائل النصية وخصوصا لتبادل التهاني والتبريكات للمناسبات والأعياد ، ظهرت التقنيات الحديثة المرتبطة بشبكة الأنترنت وما صاحبها من تطبيقات مرتبطة بنظام المحادثات كتطبيقات الواتساب والتلجرام ، التي أتاحت تجنب دفع رسوم التجوال في الخارج من خلال توفير التواصل الهاتفي والنصي من خلال شبكة الانترنت ، مما أدى لتراجع خدمة الرسائل النصية ففي بريطانيا وحدها بات معدل استخدام خدمة الرسائل النصية ربع ما كان عليه قبل ١٠ سنوات من الآن ، وانخفض الى ما دون عشرة مليارات في النصف الأول من العام الحالي ، وذلك وفقاً لما نشرته الهيئة الناظمة للاتصالات في المملكة المتحدة .
أما على نطاق القارة الآسيوية فقد فقدت خدمة الرسائل النصية بريقها بعد ظهور التطبيقات الصينية مثل الوي شات ، وتطبيقات أخرى في اليابان وكوريا ، هذه التطبيقات جذبت الأجيال الشابة للإنضمام اليها وذلك لأستحادثها أنظمة مسلية حديثة كالمجموعات وميزة تأكيد قراءة الرسائل .
وأما على نطاق القارة السمراء ، فلازالت الرسائل النصية تحتل الصدارة ولا تقر بالهزيمة والتراجع ، كما هو الحال في الدولة الأعلى سكانا في إفريقيا وهي نجيريا ، حيث زادت نسبة استخدامهم للرسائل النصية ١٥٪ عن العالم السابق وفق التقرير الصادر عن لجنة الاتصالات النيجيرية .
حيث تعتبر تكلفة استخدام خدمة الرسائل النصية في نجيريا الأقل سعراً مقارنة بخدمة الإنترنت وارتباطها بالتطبيقات الحديثة ، مما أعطاها الأفضلية للمنافسة في هذا البلد .
وعلى الرغم من الإنتشار الواسع للتطبيقات المرتبطة بالأنترنت ، الا ان خدمة الرسائل النصية لم تعد من التاريخ بعد ، وبل ما زالت رقماً أولاً في مجال الإعلانات ، حيث تجاوزت العوائد المالية من الرسائل النصية بما يقارب ٥٠ مليار دولار في العام ٢٠٢٢وذلك وفقاً لمؤسسة جونيبر ريسيرش للأبحاث، وقطاع الخدمات المصرفية حيث يجرى ارسال المعلومات المتعلقة عن طريق الرسائل النصية كالتحقق والأمان ، كما يتم إخطار السكان عن خطر الكوارث الطبيعية والمشاكل الإرهابية عن طريق هذه الخدمة .
ووفقاً لدار المزادات " aguttes" " فقد بيعت الرسالة النصية الأولى في العالم كرمز غير قابل للإسترداد مقابل ١٤٩٧٢٩ دولار ، بمزاد في العاصمة الفرنسية باريس.
تعليقات
إرسال تعليق