من إعمار الأرض.. إلى إعمار السماء لطالما أبدع الإنسان في إعمار كوكب الأرض منذ العصور القديمة، بأنماطٍ شتّى تُظهر جلية في إختلاف طرق تصميمها وزخرفتها، كان فن العمارة موجودًا منذ الأزل كما ما نراه من الأنماط الفرعونية، والرومانية، الأندلسية، الاغريقية، والعثمانية والفكتورية وغير ذلك الكثير. فإن هذا التعدد يعزى إلى اختلاف الأذواق والمعاني التي يحملها كلّ نمط ليفشي بها للناظر. ولم يكتفي الانسان بكوكب الأرض فقط فلطالما وضع الإنسان نصب عينيه غزو الفضاء معلنًا عصرًا جديدًا من الحضارة البشرية في منتصف القرن العشرين، لتتسع رقعة الاستعمار شاملة العوالم الخارجية بعيدا عن كوكبه الأم. ومع بداية رحلة استكشاف طبيعةَ ما توارى وراء الغلاف الجوي، بدا الفضاء بيئة مغايرة تماما لما عهده الإنسان منذ نشأته، وعليه فقد بدأت تحديات جمّة تتضح وسط محاولات مستمرّة للشروع بهجرة الإنسان الكبرى. لكن المكان هناك في الأعلى على خلاف ما هو على الأرض، فالعمارة في الفضاء تكون محكومة ضمن جملة من الشروط ومعايير السلامة التي لا يمكن الاستهانة بها أو الخروج عنها، مع حاجة ماسة للابتكار العملي القادر على تحقيق ...